Skip to main content

كل ما كنتُ أريد، أن يكون العالم أكثر سلمًا، أقل ظلمًا فلماذا اتجه العالم ضدي؟ حاول أن يأخذ مني أنفاسي وحياتي، أن يبعدني أنا وأمثالي من الشباب أو يتعامل معنا كعبء على المجتمع، كجزء من المشكلات لا الحلول، وكائتلاف يستهدف انخراط الشباب في بناء السلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حاولنا أن نتحاور مع أعضائنا من مناطق مختلفة منها ما هي مناطق نزاع ساخنة، يُستهدف فيها الشباب العاملون في مجال بناء السلام والدفاع عن حقوق الإنسان.

بإمكانك تحميل هذا الدليل وقرائته حين تحب من هنا

مهددون بالمخاطر

بالرغم من أنه من النبيل أن تنادي بحقوق الغير، أن تحاول بناء السلام في بيئتك، إلا أن القيادة الأخلاقية ليست رفاهية أبدًا في بلادنا، وليس سهلًا أن تكون شابًا وقائدًا في مجال بناء السلام أو حقوق الإنسان، ففكرة القيادة نفسها مرفوضة لك كشاب، ونحن جميعًا كائتلاف قائم على الشباب وإدماجهم وفقًا لأجندة الشباب والسلام والأمن، يهمنا أن نعمل جميعا في بيئات تحتضن أعمالنا ولا تهددنا نتيجة سعينا لتحقيق العدالة وبناء السلام في مجتمعاتنا المنقسمة والموبوءة بالفساد والاستبداد والإقصاء السياسي والسجن والقتل والإخفاء القسري للناشطين والناشطات.

أختار الحياة والموت يختارني

يقول صديقنا وأحد أعضاء الائتلاف من العراق، أن الحماية المفقودة للشباب العاملين في مجال حقوق الإنسان وبناء السلام، تنزع أحيانًا حقهم في الحياة، فالهدف أن تبقى حيًا لكن أيادي المليشيات طويلة وتستبيح حياة النشطاء الحقوقيين، سواء بالتهديد على الإنترنت أو على الأرض والتهديدات قد لا تطال الناشط وحده، بل أقرباؤه وأصدقاؤه وكل من يمكن أن يكون على صلة به!

وطن واحد حكومات متعددة والشباب في كل مكان

أما صديقنا من ليبيا ومثله من اليمن، يخبروننا عن معاناتهم في تقسيم بلادهم إلى حكومات مختلفة، فأنت إذا أخذت موافقة من جهة ما على فعالية قد لا تعطيك جهة أخرى موافقة لأن كل من الجهتين تابع إلى حكومة، ومن المأساة أننا لا نعلم إلى متى يستمر هذا الوضع، وإلى متى يصبح الشاب العامل في مجال بناء السلام مطحونًا بين الحكومات المختلفة تهدده المخاطر من هنا ومن هناك، سواء مخاطر إلغاء فعالياته وأنشطته، أو تهديد سلامته أو إخفائه وقد يصل الأمر إلى حد قتله وقتل المقرّبين منه!

كيف تبقى حيّا إذًا؟

المهمة التي نحن فيها كشباب قيّمة، ووجودك هو أولى خطوات تحقيق أهدافنا بالسلم والأمان واحترام حقوق الإنسان، وعدم اغتيال أحلامنا كشباب، لكن الهدف الأول لك كشاب هو أن تبقى حيّا، فكيف يمكن أن تحفظ حقك في الحياة وفي نفس الوقت أن تقود؟

“أعتقد أن الوعي بالمحيط مهم، ضع عينك في رأسك، خصوصًا لو كنت في خط الدفاع الأول كمدافع عن حقوق الإنسان، من المهم أن تقيس درجة المخاطر المحيطة بك، وأن تسمح لنفسك بالتراجع خطوة والعمل بطريقة لا تعرّضك للخطر!”

“العمل ضمن الإطار القانوني مهم، فمن خلال إدراكك للواقع والمخاطر واستخدامك للأدوات التي تضمن حمايتك من المهم أن تحاول العمل”

“أحيانًا أيضًا يتوجب عليك كمدافع عن حقوق الإنسان في مناخ لا يرحب بك أو يفهم طبيعة عملك أو يعتبرك خصمًا، من المهم أن تقوم بإعادة صياغة رسائلك الحقوقية وكلامك وحتى برامجك بطريقة لا يفهمها من يعارض عملك على أنها استهداف له أو تهديد.”

“أنا أحاول قدر المستطاع ألا أحتك بالواقع السياسي والسلطات، فأنا لا أستطيع كحقوقية ومحامية ألا أراجع ضابط شرطة في أي شيء يقوم به، ولكني أحاول عمل ذلك بشكل غير مباشر على الإطلاق وخلق مساحات بديلة.”

“من المهم أيضًا أن تبني شبكة دولية من المنظمات وهناك بالفعل منظمات تختص بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان وعمل مناصرات وأوراق ضغط وحتى إعادة موضعة النشطاء في أماكن أخرى حتى يزول الخطر أو التهديد وبالتالي أي ضرر يحدث لك هنا كمدافع عن حقوق الإنسان يشكل تهديدًا للمؤذيين ولمن يهددون حياتك.”

من المهم أولًا أن تتأكد أن المكان الذي تعمل منه لا مخاطر فيه، وإلا قد تتعرض للقتل أو السجن أو الاختفاء وبالتالي هذا يضر بعملك، لذا من المهم والأولوية أن تجد المكان الآمن للعمل منه أولًا وأنك بمنأى عن المخاطر.

التنسيق مع الجهات المختلفة مهم، ففي وجود عدد من الحكومات في مختلف الدول العربية، كل منطقة تسيطر على حكومة خاصة بها، وبالتالي من المهم أن تنسق مع الجهة المختلفة الموجودة في منطقتك حتى لا تتعرض للتهديد أو تُحسب على أجندة حكومة أخرى سواء هذه الحكومة في بلدك أو في بلد آخر.

العبها بأمان

القيادة الأخلاقية، هي أن تقوم بشيء من أجل مصلحة المجتمع وأن يكون مساحة أكثر حرية وأمانًا وشمولية، والتوازن بين البقاء على قيد الحياة وبين البقاء على قيد القيادة الأخلاقية مهم وضد التوازن هو عدم التوازن وهو أن تخاطر بشكل غير محسوب كأن تكتب دون أن تكترث بما يحدث أو أن تقوم بالاشتراك في حزب سياسي محسوب على السلطة من أجل أن تحاول تمرير مشاريعك.

يقول أحد الكتاب إن أحد أخطر الأشياء التي تواجه البشر هو تسليم حقوقك والتخلي عنها، وهو ما يتمناه أي ديكتاتور في العالم، فلا يوجد حاكم أو ديكتاتور يستطيع أن يواجه طوفان شعبه مهما امتلك، لكن هناك شعوب قادرة على التخلي وإن مؤقتًا عن حقها في التعبير وفي الكلام وفي الحياة، وبناء شبكات من العلاقات المحلية والحزبية والعالمية مهم لكنه لا يعني بحال من الأحوال أن تتخلى أو تسلّم حقوقك يومًا لأي ديكتاتور، لأن لحظة التخلي عن دفاعك عن حقوقك وعن حقوق الناس، هي لحظة انتصار الظلم وسيادته.

Leave a Reply

Close Menu

Middle East and North Africa Coalition for Youth, Peace and Security